رغم أزمة الماء التي حذر منها الملك.. صادرات المغرب من البطيخ ترتفع بـ44 مليون كيلوغرام في عام واحد والبرلمان يدق ناقوس الخطر
على الرغم من أزمة المياه التي يعاني منها المغرب، والتي دفعت الملك محمد السادس للتدخل بشكل شخصي قبل أشهر للتحذير منها والعمل على محاصرتها، إلا أن الزراعات التي تلتهم كميات كبيرة من المخزون المائي لا تزال مستمرة، وفق ما كشف عنه سؤال برلماني موجه لمحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
وكشفت سلوى البردعي، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أنه في وقت يعرف فيه المغرب أزمة مائية حادة نتيجة التغيرات المناخية وعدم انتظام التساقطات المطرية وتراجع مخزون السدود بشكل مقلق، يتزايد استعمال هذا المورد بعشوائية ودون ترشيد، وعلى رأسها زراعة البطيخ الأحمر والأفوكادو، واصفة الأمر بـأنه "تصديرٌ للماء".
وفي مقارنة بين المغرب وجيرانه، أوضحت البردعي، وهي عضو بلجنة القطاعات الإنتاجية، أن الصادرات الإسبانية من البطيخ تراجعت بنسبة 31,74 في المائة، في حين ارتفعت الصادرات المغربية بنسبة 17,4 بالمائة، إذ خفضت إسبانيا العام الماضي صادراتها من البطيخ بمقدار 316,36 مليون كيلوغرام مقارنة بالعام السابق، بينما زادها المغرب بنسبة 44,03 ملايين كيلوغرام.
واستنادا إلى البيانات المستمدة من قسم الإحصاء في منظمة الأمم المتحدة "كومتراد"، أوردت البرلمانية المذكورة، أن إسبانيا عام 2021 ما مجموعه 996,61 مليون كيلوغرام من البطيخ الأحمر، فيما انخفض الرقم العام الماضي 2022 إلى 680,25 مليون كيلوغرام، أي 316,36 مليون كيلوغرام أقل.
وعلى العكس من ذلك، ورغم أزمة المياه، زاد المغرب مبيعاته من البطيخ الأحمر في الخارج بمقدار 44,03 ملايين كيلوغرام، إذ ارتفعت من 252,98 مليون كيلوغرام عام 2021 إلى 297,01 مليون عام 2022، حسب المعطيات المضمنة في المراسلة الموجهة لوزير الفلاحة بتاريخ 5 يوليوز 2023، والتي لم تلق أي جواب لحد الآن.
واعتبرت البردعي أن هذه المعطيات بخصوص تصدير هذا المنتوج الفلاحي المستنزف للماء يدفعها للتساؤل حول التدابير التي يمكن القيام بها مستقبلا لترشيد زراعة البطيخ الأحمر حفاظا على الموارد المائية التي هي في تراجع مستمر.
وكانت وزارة الداخلية قد اتخذت عدة قرارات للحد من زراعة البطيخ المستهلكة للماء في بعض المناطق، إذ في يناير الماضي أصدر والي جهة كلميم واد نون قرارا بمنع زراعة البطيخ في إقليم كلميم بسبب الخصاص المسجل في الموارد المائية على مستوى المنطقة والناجم عن توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية، والرغبة في تدبير أمثل للماء وعدم استنزاف الفرشة المائية، وفق ما جاء في الوثيقة، كما صدر قرار مماثل من سلطات بني ملال، أما في الرشيدية فمُنعت زراعة البطيخ الأحمر والأصفر.
وأقرت الحكومة، العام الماضي، بتسبب زراعة البطيخ في إنهاك الفرشة الماشية للعديد من المناطق، خصوصا بسبب توالي فترات الجفاف، إذ أعلن نزار بركة، وزير التجهيز والماء، منع هذه الزراعة في إقليم طاطا، مبرزا أنه يستهلك كميات كبيرة من الماء في مناطق تعاني أساسا من نقص في الموارد المائية، وأورد أن هذه الزراعة تستغل الفرشة المائية طيلة شهرين أو ثلاثة أشهر بوتيرة مرتفعة.